وتساقطت اوراق العمر

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

العمر يمضي ونصفه إن لم يكن كله آهات ,,,
والعين والقلب ينتظران من يقضي معهما تلك الساعات ,,
قبل أن يأتي اليوم الذي لاتحتمل الروح فيه تلك اللحظات ,,,
يوم تكون الروح في يد الرحمن الرحيم رب كل المخلوقات ,,,
في ذلك الموقف لاينفع مال ولا بنون ولا صرخااات ,,,
في ذلك الموقف تعجز عن الوصف كل المعاني والكلمات ,,,
ويقرب كل بعيد وتقصر كل المسافااات ,,,
وتمتلئ بالكلمات تلك الأوراق والدفاتر والصفحات ,,,
عن شخص عشت معه الحلو والمر وفجأة يُقال لي: ماااات ,,,
ماذا عساي في تلك اللحظة أن أحمل سوى البكاء والتنهدات ,,,
ولكن ماعلينا إلا أن نقف أمامها مكتفين ونحتمل تلك الصدمات ,,,
ونعيش مع أنفسنا على رائحة الحب بيننا والذكريات ,,,
ونحن على يقين أن فوقنا من بيده ملكوت الأرض والسموات ,,,

قال تعـالى

(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النساء/78).

حياتنا أشبه برحلة القطار ,,,
تتعدد فيه المحطات و الركاب ,,,
لكل محطة قاطنيها من رجال ونساء و اطفال ,,,

قال تعـالى(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)

(الجمعة/).

و فجأه تدق الاجراس ,,,

قال تعـالى
( كل من عليها فآن ويبقى وجهُ ربك ذو الجلال والإكرام)

أجراس اسدال الستار او لنقل انه

الفــــراق
الفــــراق
الفــــراق

الفراق الذى لا لقاء بعده الا لمن قصر عمره او طال ,,
الفراق عن حياتنا ... اعمالنا... احبابنا ... عائلتنا ... الا من ثلاث اعمال ,,

قال تعـالى(وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةْ حَتَّى إِذاَ جَاءَ أَحَدَكُمُ الَموْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنّا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ)

رحلة روحية طويلة تتجسد فيها اعمالنا و جزاؤنا و تقبل الله للأعمال ,,,
رحلة تقشعر لها الأبدان و تبكى لها العيون و تقف الأرجل عن الخطى والرحال ,,,
ماذا عساى ان أقول فى مثل هذا الموقف!!

قال تعـالى
( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرىمعكم شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون)

ان الحقيقة المؤكدة امامنا لا تقبل الشك بل انها كل الايمان ,,,
فهــــى قـــادمة لا محـــال ,,,

قال تعـالى

(وَإنِ مَّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبَّكَ حَتْماً مَّقْضِياً) مريم آيه 71

فلنجعلها فى طاعة وايمـــان ,,,

ووفــاء بالعهد و الأخلاق والا حترام ,,,

و عبادة الله خير عبادة وعلى احسن ما تستطيع ان تقدم و على خير ما يرام ,,,

و عــلى اتبـــاع سنة نبيكـــ محمد عليه أفضل الصلاة والسلام خيــر الأنــام ,,,

فلنجعل صفحتنا بيضاء تتيه فخــرا بنا يوم القيامة و تفخر بها الاعمــال

لنجعل صفحتنا بيضاء بحق كما امرنا الله كنتم خــير أمــة أخرجت للنـــاس ,,,

لنتقى الله فى يوم لا ينفع فيه مــال ولا بنون الا من آتى الله بقلب سليم ,,,

قال تعـالى

"[كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ" ]

وللموت حكمه من الله لخلقه فبالموت و الفناء ننتقل الى دار الجزاء ثم الفصل و القضاء "
الا يحب احدكم ان ينول جزأءه من عمله اليس جميعا في هذه الدنيا يحب الجزاء..خصوصا اذا كان ابلى بلاء حسن

قال تعالى لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى)
(طـه: من الآية15)

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات:

لا شئ مما تـرى تبقى بشاشته يبقى الإله و يودى المال و الولد
لم تغـن عن هرمز يوما خزائنه و الخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
و لا سليمان إذ تجري الرياح له و الإنس و الجن فيما بينها ترد
أيـن الملوك التي كانت لعزتها من كل أوب إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب لا بد من ورده يوما كما وردوا

و روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
زار النبي صلى الله عليه و سلم قبر أمه فبكى و أبكى من حوله فقال:
استأذنت ربي أن أستغفر لها فلم يأذن لي و استأذنته في أن أزور قبرها
فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت.
يروى أن الحسن البصري دخل على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت فنظر
إلى كربه و شده ما نزل به فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم،
فقالوا له الطعام يرحمك الله فقال:
يا أهلاه عليكم بطعامكم
و شرابكم فوالله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل له حتى ألقاه.
مثل نفسك يا مغرور و قد حلت بك السكرات و نزل بك الأنين و الغمرات
فمن قائل يقول أن فلانا قد أوصى و ماله قد أحصى و من قائل يقول أن فلانا
ثقل لسانه فلا يعرف جيرانه و لا يكلم اخوانه
فكأني أنظر إليك و أنت تسمع الخطاب و لا تقدر على رد الجواب
ثم تبكي ابنتك و هي كالأسيرة و تتضرع و تقول:

و أقبلت الصغرى تمرغ خدها على وجنتي حينا و حينا على صدري
و تخمش خديها و تبكي بحرقة تنادي أبي إني غلــبت على الصبـــر
حبيبي أبي من لليتامى تركتهم كأفراخ زغب في بعــد عــن الوكـــر
ألا أيها المغــرور مالك تلـعب تأمل آمالا و موتك أقرب
و تعلم أن الحـــرص بحر مبعد سفينة الدنيا فإياك تعطـب
و تعلم أن المــوت ينقض مسرعا عليك يقينا طعمه ليس يعذب
كأنك توصـي و اليتامى تراهـمُ و أمهم الثكلى تنوح و تندب
تغص بحـــزن ثم تلطـم وجهها يراها رجال بعـد ماهي تحجب
و أقبـل بالأكفان نحـوك قاصـد و يُحثى عليك التراب والعين تسكب
قد نادت الدنيا على نفسها لو كان في ذا الخلق من يسمع
كم واثق بالعيش أهلكته و جامع فرقت ما يجمع

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه : أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث:
أضحكني : مؤمل دنيا الموت يطلبه
و غافل ليس بمغفول عنه
و ضاحك بملئ فيه لا يدري
أأرضى الله أم أسخطه.
و أبكاني :
فراق أحب الأحبة محمدا صلى الله عليه و سلم ،
و هول المطلع عند غمرات الموت ،
و الوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية فلا يدري أإلى الجنة أم إلى النار.

و يقول أنس ابن مالك رضي الله عنه :
ألا أحدثكم بليلتين و يومين لم تسمع الخلائق مثلهن :
يوم يجيئك البشير من الله إما برضاه أو بسخطه عند الموت.
و يوم تعرض فيه على ربك آخذ كتابك إما بيمينك أو بشمالك .
و ليلة تستأنف فيها المبيت في القبور و لم تبت فيها قط.
و ليلة تتمخض صبيحتها يوم القيامة.

يآمن بدنيــآه انشغل وغره طول الامل الموت يآتي فجاءه والقبر صندوق العمر

فجــأءه
فجــاءه

ايعلم احدنا ابن سيموت اوين سيموت..؟!
الموت ياتي فجاءه .. ولا احد يعلم على أي هيئه سيموت
تذكر وقوفك يوم العرض .. النار الجنه.. الصراط.. كتابك.. اهوال يوم القيامه!!