ابتسم رغم الالم مراقب عام
عدد المساهمات : 316 نقاط : 6140 السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 28/05/2010
| موضوع: الظلمِ أسبابه وأخطاره وسبل الخلاص منه السبت 26 مايو 2012, 8:25 pm | |
|
الظلمِ أسبابه وأخطاره وسبل الخلاص منه
إن الله لم يخلق الإنسان ويتركه هملا للأهواء تعبث به كيف تشاء بل أنزل له تشريعات تحفظ كرامته
وترعى إنسانيته ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ
وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)
الحديد: 25.
فدعوة الرسل جاءت من أجل إقامة العدل ونصرة المظلوم. وجل معارك الرسل مع الطواغيت إن لم
يكن كلها إنما كانت من أجل تحرير الإنسان من الظلم بكل أنواعه ؛ فموسى عيه السلام بعثه الله
ليطالب بإطلاق سراح بني إسرائيل من ظلم فرعون قال تعالى: (فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ
مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى) طه: 47.
وكانت دعوته منة من الله على المظلومين ليتحرروا من ظلم الظالمين: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ
وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
(4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ
فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ) القصص.
ومحمد صلى الله عليه وسلم كما أرسل لتحقيق التوحيد أرسل أيضا لتحرير الإنسان من كل أنواع
الظلم والفساد؛ فقد أمر تعالى في شريعته بإقامة العدل وحرم البغي فقال: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل: 90.
وقال: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ
نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً) النساء. 58.
وجعل الحرب على الظلم حربا على الجهل والأهواء إذ هما سببان رئيسان للظلم وإثارة الغرائز
البهيمية الشيطانية ولذلك حذَّر منها في معرض الأمر
بتطبيق شرعه فقال: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) الجاثية: 18.
ومن سبل الوقاية من الظلم ؛ التحذير من إعانة الظالم على ظلمه ؛ عن ابن عمر قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أعان على خصومة بظلم (أو يعين على ظلم) لم يزل في سخط الله
حتى ينزع". سنن ابن ماجه (2320). قال الألباني: صحيح. (حتى ينزع) أي حتى يترك ذلك بالتوبة.
وعن ابن عباس قال: "من أعان ظالما ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله".
الجامع الصغير وزيادته (10993). قال الألباني: حسن. انظر حديث رقم: 6048 / 1 في صحيح الجامع
الصحيحة ( 1020 ).
ولذلك شمل العذاب أعوان فرعون ولم يفرد به فرعون وحده: ( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ
فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ) القصص: 40. وسمَّاهم ظالمين مع أن فرعون هو الظالم ولكن صاروا
مثله لما أعانوه. وهذا يشمل حتى مَن دعا له كما في مدرسة الحسن البصري القائل: "مَن دعا
لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في أرضه".الفوائد المجموعة (ج1- ص211). ومن سبل الوقاية ـ
أيضاـ عدم الركون إلى الظالمين بأي نوع من أنواع الركون حتى يعجزوا أو يضعفوا عن ارتكاب الظلم ؛
لأنهم لا يرتكبون الظلم إلا بأعوانهم وبسكوت أهل الحق عنه أو بركونهم عليهم ؛ (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى
الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ) هود: 113. قال
الزمخشري:"والنهي متناول للانحطاط في هواهم والانقطاع إليهم ومصاحبتهم ومجالستهم وزيارتهم
ومداهنتهم والرضا بأعمالهم والتشبه بهم والتزيي بزيهم ومد العين إلى زهرتهم. وذكرهم بما فيه
تعظيم لهم". الكشاف (ج1 - ص565).
والظلم ــ ربما يشترك فيه الظالم والمظلوم ؛ أي أن المظلوم قد يكون ظالما وذلك إذا لم يبذل جهداً
في مقاومته ومحاربته (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) الزخرف: 76. ظلموا أنفسهم حين
جهلوا الحق ولم يعملوا به ولم ينصروا مَن حارب الظلم والفساد. (.. وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ
عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا
مُؤْمِنِينَ) سبأ: 31. فهما يقفان معا للحساب لأن المظلوم يتبع الظالم ويهتف باسمه ويصفق له (إِذْ
تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ) البقرة: 166. (وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ
لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ
مِنَ النَّارِ) البقرة 167
إن المظلومين يجب أن يعلنوا براءتهم في الدنيا لا في الآخرة حين لا تنفع
(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ
مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً (68)) الأحزاب. ولا يصلح لهم طاعة الظالمين
كما قال تعالى على لسان نبيه صالح: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(150) وَلَا
تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ(151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ(152))
الشعراء.
وصلوا وسلموا على مَن أمركم الله بالصلاة والسلام عليه,,,, -
منقوووووووول
| |
|
el shiekh المدير العام
عدد المساهمات : 1910 نقاط : 9518 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 06/03/2010 الموقع : https://midan.yoo7.com
| موضوع: رد: الظلمِ أسبابه وأخطاره وسبل الخلاص منه الأربعاء 06 يونيو 2012, 12:55 pm | |
|
]جزاك الله خيراً..]ويعطيك العافية.. | |
|