من أصول أهل السنّة و الجماعة البراءة من البدع و أهلها
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على نبيّه الأمين ، و آله و صحبه أجمعين ، و بعد :
فإن الولاء و البراء أصل
أصيل من أصول الإسلام ، و دعامة من دعائمه ، فلا يستقيم إسلام المرء حتى
يوالي في الله و يعادي في الله ؛ يوالي أهل الحق ، و يعادي أهل الباطل ،
غير آبه بما يعترضه في سبيل ذلك من المثنيات و المثبطات .
و قد
جعل أهل السنة و الجماعة الولاء و البراء قاعدة عقدية كبرى ، ( و مفهوم هذه
القاعدة الشريفة لديهم هو : الحب و البغض في الله ، فهم يوالون أولياء
الرحمن ، و يعادون أولياء الشيطان ، كلّ بحسب ما فيه من الخير و الشر ... و
من أولى مقتضياتها التي يثاب فاعلها و يعاقب تاركها البراءة من أهل البدع و
الأهواء ) . انظر هجر المبتدع ، للدكتور بكر أبو زيد ، ص : 18،19 .
و يلزم من الولاء الحب في الله ، كما يلزم من البراء البغض في الله تعالى ، (
والمراد من قول لا إله إلا الله ، مع معرفتها بالقلب محبتها و محبة أهلها ،
و بغض من خالفها و معاداته ) . انظر تفسير كلمة التوحيد ، 1/363 .
و حقيقة الحب في الله كما قال يحيى بن معاذ : ( أن لا يزيد بالبر و لا ينقص بالجفاء ) . انظر فتح الباري ، للحافظ ابن حجر : 1/62 .
و إذا كانت الأشياء تتميز بضدها فإن حقيقة البراء و البغض في الله أن لا يزيد بالجفاء ، و لا ينقص بالبر .
( أن
المحبّة في الله ينبغي أن يراد بها وجه الله ، فلا يحب الشخص إلا لله ، و
أن لا تزيد تلك المحبّة ببر المحبوب للمحب ، و لا تنقص بجفائه إياه ، فإن
البغض ينبغي أن يراد به وجه الله أيضاً ، و أن يكون لله لا لسبب آخر ....
بل يبغض الشخص إمّا لكفره ، أو ابتداعه ، أو معصيته ، فإن هذه هي أسباب
البغض في الله ) . انظر موقف أهل السنة و الجماعة من أهل الأهواء و البدع ،
للدكتور إبراهيم الرحيلي ، ص : 462
و هذه القاعدة الجليلة الشريفة ، مؤصلة عند أهل العلم بما دلّ عليها من الكتاب و السنّة و الأثر ، بل بانعقاد الإجماع على تقريرها ..
فمن
الكتاب قوله تعالى ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من
حادّ الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ) .
و
الآية دالة على قطع حبال المودة بين من آمن بالله و اليوم الآخر ، و بين من
حادّ الله و رسوله ، و لو كان من أقرب المقرّبين ، و هذه الآية الكريمة
تنزل على أهل البدع و الأهواء فيلزم منها بغضهم و معاداتهم ، و عدم التودد
إليهم ، لأن في الابتداع محادّة لله و رسوله ، فما من بدعة إلا و هي مصادمة
للشريعة ، مخالفة لها .
قال السيوطي رحمه الله في
تعريفها : ( البدعة عبارة عن فعلة تصادم الشريعة بالمخالفة ، أو توجب
التعاطي عليها بزيادة أو نقصان ) . انظر الأمر بالاتباع ، للسيوطي ، ص : 24
.
قال
الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره : ( استدل مالك رحمه الله بهذه الآية
على معاداة القدريّة ، و ترك مجالستهم . روى أشهب عن مالك : لا تجالس
القدرية ، و عادهم في الله ، لقوله تعالى : ( لا تجد قوماً ) الآية ) .
انظر الجامع لأحكام القرآن ، للقرطبي : 17/308 .
أما في السنة ، فقد وردت أحاديث كثيرة :
عن أَنَسٍ عَنِ النبي صلى
الله عليه وسلم قَالَ « ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ
الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ ،
وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ في الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ
في النَّارِ » . الحديث أخرجه البخاري ومسلم
فإذا تقرر وجوب أن يكون الحب في الله و لله ، عُلم ضرورةً خطر محبة المبتدع أو موالاته ، لأنّها محبة لغير الله .
و عَنْ
سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ أَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ
لِلَّهِ وَأَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَنْكَحَ لِلَّهِ فَقَدِ
اسْتَكْمَلَ إِيمَانَهُ » . الحديث رواه الترمذي 521 ، و قال : هذا حديث
حسن ، و الحاكم 2/164 و صححه و وافقه الذهبي ، و للحديث طريق أخرى عن أبي
أمامة الباهلي رضي الله عنه ، بدون قوله ( أنكح لله ) رواه أبو داوود 4681 ،
و الطبراني في المعجم الكبير 8/159،208 ، و البغوي في شرح السنّة ، و صحح
الألباني الحديث بمجموع الطريقين . انظر : السلسلة الصحيحة 380 .
قلتُ :
وإذا كان المرء لا يستكمل الإيمان حتى يبغض في الله ، كان عليه أن يبغض
الكفرة و المبتدعة و العصاة في الله ، لأن الكفر و الابتداع و المعصية
أسباب البغض في الله ، كما تقدم .
فقال
الإمام الطحاوي رحمه الله : ( نسأل الله أن يثبتنا على الإيمان ، و يختم
لنا به ، و يعصمنا من الأهواء المختلفة ، و الآراء المتفرقة ، و المذاهب
الرديّة ، من الذين خالفوا السنّة و الجماعة ، و حالفوا الضلالة ، و نحن
منهم براء ، و هم عندنا ضلال و أردياء ) . شرح الطحاوية ص : 520
و قال
الإمام البغوي رحمه الله : ( و قد مضت الصحابة و التابعون ، و أتباعهم ، و
علماء السنن على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع و مهاجرتهم ) .
شرح السنّة ، للبغوي : 1/227
و قال
الشاطبي رحمه الله : ( إن فرقة النجاة ، و هم أهل السنة ، مأمورون بعداوة
أهل البدع ، و التشريد بهم ، و التنكيل بمن انحاش إلى جهتهم ، و نحن
مأمورون بمعاداتهم ، و هم مأمورون بموالاتنا و الرجوع إلى الجماعة ) .
الاعتصام ، للشاطبي : 1/120 .
و قال
الإمام أبو عثمان إسماعيل الصابوني رحمه الله حكايةً عن أهل السنّة : ( و
يبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، و لا يحبونهم ، و لا
يصحبونهم ) . عقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص : 118.
و
وصفهم أيضا بأنهم ( يتحابّون في الدين ، و يتباغضون فيه ، و يتقون الجدال
في أصول الدين ، و الخصومات فيه ، و يجانبون أهل البدع و الضلالات ، و
يعادون أصحاب البدع و الأهواء المرديات الفاضحات ) . عقيدة السلف أصحاب
الحديث ، للصابوني ، ص : 117.
وعن
ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : ( ما في الأرض قوم أبغض إليّ أن
يجيئوني فيخاصموني من القدريّة في القدر ، و ما ذاك إلا أنّهم لا يعلمون
قدر الله ، و أنّ الله عزّ وجل لا يُسأل عمّا يفعل و هم يُسألون ) . رواه
الآجري في الشريعة برقم 213 .
و عن
ابن عمر رضي الله عنهما أنّه قال في أهل القدر : ( أخبرهم أني بريء منهم ، و
أنهم مني براء ) . رواه البغوي في شرح السنّة 1/227 ،رواه الآجري في
الشريعة ، ص : 205 ، و اللالكائي 2/588 .
و قال
الفضيل بن عياض رحمه الله : ( الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها ائتلف و
ما تناكر منها اختلف ، و لا يمكن أن يكون صاحب سنّة يمالئ صاحب بدعة إلا
من النفاق ) . انظر الإبانة الكبرى ، لابن بطة 2/456 ، و اللالكائي 1/138
و في كلام الفضيل تضمين للحديث الشريف ( الأرواح جنود مجنّدة ... ) المخرّج في صحيحي البخاري و مسلم .
و قال
الفضيل رحمه الله أيضاً : ( من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمَله ، و أخرج
نور الإسلام من قلبه ) . انظر الإبانة الكبرى ، لابن بطة 440 ، و اللالكائي
263 و الحلية لأبي نعيم 8/103
و كان
الفضيل يقول : ( أحب أن يكون بيني و بين صاحب بدعةٍ حصن من حديد . وآكل عند
اليهودي أو النصراني أحب إليّ من صاحب بدعة ) . انظر رواه اللالكائي في
شرح أصول الاعتقاد : 2/638 .
و عن
أوس بن عبد الله الربعي أنّه كان يقول : ( لأن يجاورني القردة و الخنازير
في دار ، أحب إليّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء ) . انظر رواه
اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد : 1/131 ، و ابن بطة في الإبانة الكبرى :
2/ 467.
و قال
عبد الله بن عون : ( لم يكن قومٌ أبغض إلى محمّدٍ بن سيرين من قومٍ أحدثوا
في هذا القدر ما أحدثوا ) ، انظر الشريعة ، للآجري ، ص : 219 .
و دُعي
أيوب السختياني إلى غسل ميّت ، فخرج مع القوم حتى إذا كشف عن وجهه عرَفه ،
فقال : ( فلست أغسله ، رأيته يماشي صاحب بدعة ) . رواه ابن بطة في الإبانة
الكبرى : 2/ 467.
و من
دلائل البراءة من المبتدعة انتقاصهم و احتقارهم و التعرّض لهم بالإهانة و
هتك الأستار ، و بيان ما يحذرهم الناس بسببه ، و عدم توقيرهم كي لا يغتر
بهم العامة فينزلوهم منزلاً ليسوا أهلاً له .
لذلك
كان أئمة السلف يحتقرون المبتدعة ، و يهينونهم ، و حكى الإمام الصابوني أنّ
أهل السنة اتفقوا على القول بقهر أهل البدع و إذلالهم و إخزائهم و إبعادهم
و إقصائهم و التباعد منهم و عن صحبتهم و عن مجادلتهم ، و التقرّب إلى الله
ببغضهم و مهاجرتهم ) .انظر عقيدة السلف أصحاب الحديث ، للصابوني ، ص : 130
.
و من
علم وجه تحقير المبتدعة و عدم توقيرهم و عظم ما يستلزمه عدّه من الواجبات ،
قال الإمام الشاطبي رحمه الله في تعظيم صاحب البدعة و المشي إليه : ( إن
المشي إليه و التوقير له تعظيم له لأجل بدعته ، و قد علمنا أن الشرع يأمر
بزجره و إهانته و إذلاله ، بما هو أشد من هذا ، كالضرب و القتل ، فصار
توقيره صدوداً عن العمل بشرع الإسلام ، و إقبالاً على ما يضاده و ينافيه ، و
الإسلام لا ينهدم إلا بترك العمل به و الإيمان بما ينافيه ، إن توقي صاحب
البدعة مظنّة لمفسدتين تعودان بالهدم على الإسلام :
إحداهما
: التفات العامّة و الجهّال إلى ذلك التوقير ، فيعتقدون في المبتدع أنّه
أفضل الناس ، و أن ما هو عليه خيرٌ ممّا هو عليه غيره ، فيؤدي ذلك إلى
اتباعه على بدعته ، دون اتباع أهل السنّة على سنّتهم .
و
الثانية : أنّه إذا وُقّر من أجل بدعته صار ذلك كالحادي المحرض له على
إنشاء الابتداع في كلّ شيء ، و على كلٍّ حال ، فتحيا البدع ، و تموت السنن ،
و هو هدم الإسلام ) .انظر الاعتصام ، للشاطبي ، 1/114 .
و لذلك قال إبراهيم بن ميسرة : ( من وقر صاحب بدعة ، فقد أعان على هدم الإسلام ) .
رواه اللالكائي ، برقم 273 .
و قال
سفيان الثوري رحمه الله : ( من سمع مبتدعاً لم ينفعه الله بما سمع ، و من
صافحه فقد نقض الإسلام عروةً عروةً ) . انظر الأمر بالاتباع ، للسيوطي ، ص :
19 .
و من هذا المنطلق قال طاووس رحمه الله لمّّا رأى مَعبد الجهني يطوف بالبيت : ( هذا معبد فأهينوه ) . رواه اللالكائي : 1/114 .
و لو
تبرّأ أهل السنة من المبتدعة و أعرضوا عن توقيرهم و احترامهم لخنس هؤلاء ، و
صار حالهم كحال بني إسرائيل إذ ( ضربت عليهم الذلّة و المسكنة ) .
و خشية
من هذه مفسدة إغترار العامة بهم ، و درءاً لها أعرض السلف عن علوم
المبتدعة ، و لم يأتمنوهم على شيء من دين الله ، و هذا ما قرره شيخ الإسلام
ابن تيمية رحمه الله بقوله : ( إنّ الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ، و
لا يصلى خلفهم ، و لا يؤخذ عنهم العلم ) . انظر مجموع الفتاوى : 28/205 .
قال يوسف ابن أسباط : ( ما أبالي سألتُ صاحب بدعة عن ديني ، أو زنيت ) . الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/459 .
و عن
سلام بن أبي مطيع أن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني : ( يا
أبا بكر ! أسألك عن كلمة ) ؟ قال أيوب – و جعل يشير بإصبعه - : ( و لا نصف
كلمة ، و لا نصف كلمة ). انظر الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/447 ، و شرح
السنّة ، للبغوي : 1/227 .
و عن
أسماء – جدة سعيد بن عامر – قالت : دخل رجلان من أهل الأهواء على محمد بن
سيرين فقالا : يا أبا بكر : نحدثك بحديث ؟ قال : ( لا ) . قالا : فنقرأ
عليك آية من كتاب الله ؟ قال : ( لا ، لتقومان عنّي أو لأقومنّ ) . انظر
الإبانة الكبرى ، لابن بطة : 2/446 .
و لمّا
كانت شبه القوم و ضلالاتهم و أقوالهم الفاسدة مبثوثة في كتبهم حتى تكاد
تغص بها ، و تفيض من بطونها ، تبرّأ سلفنا من كتب أهل البدع ، فذمّوها و
نفّروا منها .
قال ابن قدامة : ( كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع ، و النظر في كتبهم ) . الآداب الشرعيّة ، لابن مفلح : 11/232 .
و لكي
نكون منصفين في مذهبنا إلى البراءة من أهل الأهواء و البدع لا بد من ضبط
ذلك بضابط على قدر من الأهميّة و هو : وجوب العدل و الإنصاف في الحكم على
المبتدعة
أمرنا الله تعالى بلزوم
العدل مع الخصوم و المخالفين ، فقال : ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا
قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو
أقرب للتقوى ) .
و إذا
كنّا عادلين في باب البراءة من المبتدعة و بغضهم و مباينتهم ، فلا بد أن
يكون ذلك بحسب البدعة المتَلبَّس بها ، مع موالاتهم و محبتهم لما فيهم من
الخير و البر من جهات أخرى ، هذا في حال كون البدعة غير مكفّرة ، و غير
منافيةٍ لأصول أهل السنّة و الجماعة المتفق عليها ، فيكون ( الحب و البغض
بحسب ما فيهم من خصال الخير و الشر ، فإنّ العبد يجتمع فيه سبب الولاية و
سبب العداوة ، و الحب و البغض ، فيكون محبوباً من وجه ، و مبغوضاً من وجه ،
و الحكم للغالب ) . انظر شرح العقيدة الطحاويّة ، لابن أبي العز الحنفي ، ص
: 434 .
و هذا
مقتضى العدل ، و قد قرره شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله في قوله : ( إذا
اجتمع في الرجل الواحد خير و شر ، و فجور و طاعة و معصية ، سنة و بدعة ،
استحق من الموالاة بقدر ما فيه من الخير ، و استحق من المعاداة بقدر ما فيه
من الشر ، فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام و الإهانة ، فيجتمع له
من هذا و من هذا ، كاللص الفقير نقطع يده لسرقته ، و يُعطى من بيت المال ما
يكفي حاجته ، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنّة و الجماعة ) . انظر
مجموع الفتاوى : 28/209 .
إنّ
أهل البدع ليسوا على درجةٍ واحدةٍ ، ففيهم المبتدع الكافر ببدعته ، و فيهم
الفاسق بتلبسه بها ، و فيهم الداعية إليها ، و غير الداعية ، و فيهم
المعذور بجهله أو اجتهاده ، و غير المعذور ... شأنهم في ذلك شأن أهل
الإيمان لأنه يزيد بالطاعة و ينقص بالعصيان ، فلا بد أن يُنزل كلّ إنسان
منزلته ، و يُحلَّ محلَّه ، و يأخذ حقّه من المعاملة ولاءً و براءً . و هذا
هو الميزان السليم ، و الصراط القويم ، و القسطاس المستقيم ، و بالله
التوفيق .