أهالى شهداء قسم الزاوية: أمين الشرطة القاتل يهددنا هاتفيا السبت، 16 يوليو 2011 - 13:25
منصور العيسوى وزير الداخلية
كتبت صفاء عاشور
الحزن يملأ وجوه ذوى الشهداءالذين تصعقهم الأقاويل التى يرددها
البعض فى وسائل الإعلام بأن أبنائهم الشهداء ليسوا سوى مجموعة من البلطجية،
هاجموا أقسام الشرطة يوم جمعة الغضب، و لا يستحقون كلمة "شهيد".
"اليوم السابع" ذهبت إلى ثلاثة مناطق هى "السيدة زينب و الدرب الأحمر و
الزاوية الحمراء" للقاء سكان تلك المناطق و أهالى الشهداء الذين قتلوا فيها
على أيدى قناصة الشرطة أمام الأقسام أو بالقرب منها، ليروا ما حدث مع
أبنائهم، فمنهم من كان يقف فى شرفة منزله فنالت منه رصاصة القناصة، و منهم
من كان يصور الاشتباكات بين رجال الأمن
والمتظاهرين فيلقى نفس المصير، و منهم من كان يعبر الشارع المقابل لقسم الشرطة فلم ترحمه الأعيرة النارية.
فى منطقة الزوايا الحمراء رفض أهالى المنطقة محاولات إعادة ترميم القسم،
فقد شهد قسم الزاوية أحداث دامية، أطلقت فيها عشرات الرصاصات من اتجاه
القسم، وأدت إلى استشهاد 52 مواطنا، المحكمة حكمت غيابيا بإعدام محمد
السنى، أحد أمناء الشرطة المتورطين فى قتل المتظاهرين.
وأكد اشرف محمد محامى أهالى الشهداء، أن الحكم الغيابى يسهل الطعن فيه،
وإعادة الإجراءات، فور تسليم السنى لنفسه، وذلك بعد هربه لشهور، سكان
المنطقة يؤكدون أن السنى يأتى إلى الحى من حين لآخر، متنكرا فى هيئة سيدة
منقبة، وأهالى الشهداء يؤكدون أنه يهاتفهم، ويحاول استمالتهم تارة،
وتهديدهم تارة أخرى، لإسقاط الدعوة ضده، أحد المقربين من السنى أكد أنه
يتعمد تغير مظهره الآن، وذلك حتى يربك الشهود فى طابور العرض، عند تسليم
نفسه قريبا.
السنى أدلى بتصريحات، وأحاديث سابقة، أكد فيها أن كل من قتل أمام قسم
الزاوية الحمراء هم مسجلون خطر وأصحاب سوابق، حاولوا مهاجمة القسم، فدافع
أفراد الشرطة عن أنفسهم، مقتل الشهيد هانى محمد القاطن بالبلوك رقم12،
القريب من مدخل القسم، ينفى ذلك الزعم، فالشهيد قتل فى شرفة منزله، أثناء
اشعاله لسيجارة، والد الشهيد أكد أن ولده كان يحاول إسعاف المصابين أمام
القسم، حين أجبره والده للعودة إلى المنزل خوفا عليه،ليموت فى شرفة منزله
برصاصة ميرى.
وليد عبد الغنى كان يبلغ الـ19 سنة، حين قتل برصاص القناصة أمام السجن،
أثناء عودته من ميدان التحرير، والد وليد أكد أنه كان صديقا شخصيا للسنى،
وقال "اتربينا مع بعض، كلنا عيش وملح، وفى الآخر قتل ابنى، ما حدش حاسس
بالنار اللى جوايا"، وأكد أن السنى حاول أكثر من مرة مساومته، وهاتفه
كثيرا، قائلا:أنا مقتلتش ابنك، وعارف مين اللى قتله".
فى حى السيدة زينب الذى بدأت فيه عمليات ترميم قسم الشرطة بعد أن أسفرت
المواجهات الدامية بين رجال الأمن والمتظاهرين عن مقتل 6 شهداء برصاص
قناصة، شوهدوا فوق سطح القسم، إضافة إلى إصابة العشرات، أكد سكان الحى أن
المواجهات الساخنة بدأت عقب نجاح المتظاهرين فى اقتحام الكردونات الأمنية،
التى فرضتها الشرطة حول الطرق المؤدية إلى التحرير، عقب صلاة جمعة الغضب،
وتحديدا شارع السد، ولاظوغلى، إلا أن تلك الكردونات سرعان ما انهارت أمام
الحشود المتدافعة من مسجد السيدة زينب.
أمام قسم السيدة زينب المحترق، أقيم حديثا كشك أطلق عليه اسم "الشهيد"،
وعلقت بجواره صورة كبيرة للشاب يدعى مصطفى السيد استشهد من رصاص القناصة،
قبل أن يتم عامه الـ28، الكشك أقامه شقيقه "محمد"، الذى قال إنه لن يترك
مكانه، إلا بعد محاكمة جميع المتورطين فى مقتل شقيقه، فمصطفى كان رجل طيب
مسالم، يعمل فرد امن بمستشفى المنيرة.
مصطفى أصيب بطلق نارى نافذ بالصدر، أثناء عبوره أمام القسم فى الساعة
الرابعة، يقول محمد "بزعل لما اسمع أحد يقول إن أخويا مش شهيد، مع إنه
اتصرف له معاش شهيد، وعمره ما كان بلطجى، ولا دخل فى يوم قسم"، واصفا عدم
تحديد جلسة لمحاكمة قتلة شهداء السيدة زينب بالتباطؤ الذى لا يعنى سوى
إهدار دماء الشهداء.
أما فى منطقة الدرب لأحمر، فقد أعيد طلاء القسم الذى تعرض لأقل تلفيات
خلال جمعة الغضب مقارنة بالأقسام الأخرى، و الذى راح ضحيته5 شهداء، إضافة
إلى عشرات المصابين.
وقال سكان الحى إن شرطة القسم تعمدت قطع النور عن المنطقة المحيطة بالقسم
بالكامل، خلال إطلاق الرصاص من اتجاه القسم، حتى لا يتمكن المارة من إسعاف
المصابين، محمد محروس، كان أحد الشهداء الخمسة، الذى أصيب برصاصة القناصة
أثناء تصويره لاشتباكات الشرطة بالمتظاهرين بهاتفه المحمول.
محمد كان يعمل مهندس ديكور،وكان محب للجميع، لذلك قام أهالى الحى بتغير اسم
الشارع الذى تسكن فيه أسرته من شارع الشربينى إلى شارع الشهيد محمد
محروس، شقيقته منى تقول إن محمد هو الشهيد الوحيد من بين شهداء قسم الدرب
الأحمر الذى يسكن ضمن دائرة القسم، وقد حاول المأمور الجديد للقسم زيارة
بيت العائلة أكثر من مرة، إلا أن العائلة رفضت، لحين قصاص القضاء لولدها،
منى قالت إن النيابة لم تحل القضية بعد إلى المحكمة، وذلك بحجة عدم استيفاء
أوراق القضية، تقول منى "6 شهور ومفيش محاكمة لقتلة الشهداء، وهما ساكنين
جمبنا، وبنشوفهم كل يوم".