خشوع وزغاريد ودعوات لمصر.. تجليات حجاج القرعة في مكة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رسالة مكة- ممدوح حسن انطلقت زغرودة طويلة من السيدة
المصرية، وهي تطل من الطابق الثالث بالمسجد الحرام على الكعبة المشرفة،
تبعتها زغاريد مشابهة من سيدات اختلفت بلادهن؛ فهذه من كردستان وتلك من
الهند وأخرى من بنجلاديش، اجتمعن جميعًا في رحاب الله وفي محبته، غمرتهن
السعادة بهذه اللحظة النادرة التي يشعر فيها الإنسان بصفاء القلب وقربه من
المولى. الزغرودة الفرحة انطلقت من الحاجة
المصرية التي فازت بـ"القرعة" وجاءت، مثل غيرها، إلى الأراضي المقدسة بصحبة
ابنها الذي كان يدفعها على كرسٍ متحرك في الممر الذي خُصص بطوابق المسجد
الحرام لطواف كبار السن والمرضى.
لأكثر من نصف ساعة ظلت تدعو الله أن
يرزق ابنتيها بـ"ابن الحلال"، وتابعت دعاءها وهي في حالة خشوع، لابنها الذي
صحبها في الحج، مصرة على الوقوف والنظر من مكانها المرتفع إلى الكعبة،
التي يطوف حولها المسلمون الذين قدموا من كل فج عميق، وفي ذروة هذا التجلي
نزلت عليها سكينة فغفت على كرسيها المتحرك، وافترش نجلها الأرض لينام هو
أيضًا وهو "قرير".
ارتفعت التكبيرات والتلبية خارجة من
قلوب الشيوخ والعجائز المصريين الذين فازوا بحج القرعة، فيما ظل الأبناء
تحت أقدام أمهاتهم وآبائهم؛ حرصًا على "نيل الرضا، الذي هو من رضا الله".
بهذه الحال وقف محمود جاد الحق، خلف أمه
العجوز يدفع كرسيها في الطواف، طالبًا من الله المغفرة، وحامدًا فضله الذي
مكنه من إحضار والدته لأداء فريضة الحج.
يقول: "دعت أمي لي كثيرًا كي أحصل على
فرصة عمل، وفزت بفرصة في السعودية، وكنت وعدتها بتحمل تكلفة الحج، ثم فازت
في القرعة، وعدت إلى مصر خصيصًا كي أصحبها إلى بيت الله، أشعر مع أمي بأنني
قريب من الله، وعندما أنظر إلى وجهها وهي في غمرة السعادة، يرتاح قلبي."
أما السيدة فؤادة مبروك، من بورسعيد،
فقالت إنها طلبت من شاب مصري توفير كرسٍ لها حتى تعتمر متمتعة، فأرشدها إلى
"شباب مكة التطوعي" الذين حضروا إلى الفندق ونقلوها إلى الحرم مجانًا،
وأرشدوها لمناسك العمرة، وتابعت: "أحمد الله، جئت في حج الجمعيات، لكن لم
أتمكن من إحضار مرافق لي؛ لأن حالتي المادية محدودة".
أضافت فؤادة: "أدعو لمصر بالخير، خاصة
أننا نشعر أن الناس ازدادوا فقرًا وزادت الأزمات التموينية سوءًا، وأخشى
على أبنائي من الفقر، خاصة بعد أن أغلق المصنع الذي كان يعمل فيه نجل لي،
ومنذ 8 أشهر وهو يجلس في البيت من دون عمل ولديه 3 أبناء في مراحل التعليم
المختلفة."